والله غريييييييييييييييييييييييييييييييييييبه!!!

كنت اعمل طبيبا في مستوصف طبي في اليمن في بلدة صغيرة وهادئة لا يعكر صفو هدوءها صخب المدن وكان الناس في تلك البلدة الصغيرة محترمون جدا ولطيفون مع كل من ياتي الى بلدهم سواء من جنسية اخرى كحالي او من نفس جنسهم ولا فرق في ذلك واصف لكم من هدوءها وطيبة الناس فيها ان الرجل يخرج من بيته ويترك بابه خلفه مفتوحا لا يقلق بدخول احد اليه ولا اعتداء يصيب اهله وكنت اخرج من بيتي الى العمل مشيا على الاقدام خوفا من ان الوث البيئة مع امتلاكي لسيارة ولما يشعر سكان البلدة بالاذى من جرائها وذلك بسبب ندرة وجودها في لتك البلدة فاخرج من بيتي قبل الدوام لكيي امتع ناظري بالمناظر الخلابة وكلما قابلت احدا رفع يده مرحبا ...مرحبا يا دكتور
................
اصل الى العيادة وابدا بممارسة عملي بكل اريحية وانشراح صدر وبينما انا بمنتصف عملي رايت ابني الصغير الذي لم يتجاوز الثالة من عمره قادما نحوي وهو في قمة الانبساط والمتعة وكانه حصل على ما يريد في هذه
الدنيا فسالت الله ان يديم له هذه السعادة
وعدنا انا وهو الى البيت بعد الدوام فسالت امه عن حاله فقالت انه الصغير يخرج من البيت كل يوم ويتجول في البلدة فيعطيه اهلها الحلوى والبسكوت ففهمت سر هذه السعادة
وفي احد الايام اخذت اجازة من العمل وجلست مع ابني في المنزل فاغلقت الباب وتمددت لاستريح واذا بالطفل يحاول فتح الباب فقمت واغلقته فصار يبكي بكاء اصعب ممن يبكي على امه ففتحت الباب وتركاه يخرج وانا خلفه لاعلم اين يريد الذهاب ولمن يذهب اليه كل مرة فمشيت خلفه وانا احاول ان افهم سر سعادته كل يوم وحينما وصل الى المحلات صاروا يعطونه بما يسمى القات وصعقت عندما قام ابني الوحيد بوضعه وبطريقة يبين انه من المعلمين فيها وجلس سعيدا يحرك قدميه ويغني بصوته المبحوح وانا انظر اليه مذهولا
وبعد التحري عن الموقف علمت ان سكان البلدة يقمون القات كناية عن الاهتمام والتقدير فقدمت استقالتي ورحلت من هذي البلدة وانا اتذكر دعائي لابني بان يديم الله له هذه السعادة فحمدت الله انه لم يستجب لي الدعاء .

اسئل الله ان يعافينا والمسلمين اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته